اتصل بنا
 

والكلام في أحوالنا !  كتابة / ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2015-10-02 الساعة 15:49

x
نيسان ـ

( 1 )

السخرية ، ليست ترفاً أو هروباً من موقف ، وإن بدت مكتظّة بالفانتازيا والغرائبيّة !

.. السخرية ، تعبير / أداء غير مألوف عن حالة صارت مألوفة ، لشراء موقف ( ناقد / صارم / رافض ) أو توليده أو استحضاره لدى المتلقّي لإنضاج مشهد طازج فيه نزوع نحو التحوّل والتغيير .

.. السخرية تعني أن ندفع المقهور للضحك على الظالم ، فيما ندفع الظالم للضحك على نفسه وربّما احتقارها وتقريعها .

( 2 )

لأن ّ حبالها تالفة أو ثقوبها واسعة بما يكفي لهروب السمك، ليس " كارثيّا ً " أن تخرج شبكتك من البحر خالية الوفاض ، فارغة ً من الصيد ... لكنّ الكارثيّ أن تعود أنت و تستخدم " الشبكة التالفة " ذاتها في رحلة صيد أخرى !

( 3 )

هنا ، هذه أزماتنا !

بين الأفراد ، و كذلك الجماعات ، الآن تتوه بوصلات كثيرة و تضطرب أحوال و تنقلب رؤوس و لا وضوح فعليّا ً في المواقف !

أزمة وضوح

أزمة ثقة

أزمة مفاهيم

أزمة عناوين ملتبسة

أزمة رأي

أزمة تشظيات نفسية

أزمة انحيازات

أزمة ترقّبات و تربّصات

أزمات صراع بين المكشوف والمخبوء و المُعلَن والمسكوت عنه !

أزمة كبرى في لهجات الخطاب و مفاتيحه و أسبابه و توظيفاته !

....

الآن ،

إمّا أن كلّ واحد منّا يريد إجابات عن الأسئلة على مقاساته و بما يوافق أهواءه ، أو أنّنا تائهون ولا نعرف ماذا نريد !

....

أمّا أسباب الأزمات كلّها ، ورغم أنّني لم أعد أفهم شيئاً ، إلا ّ أنني أحصرها في أمر واحد له تفرّعاته :

.. نحن منذ البدء انخرطنا في التحسيس الاجتماعيّ السياسيّ والطبطبة و لم نكن نقرأ المكاتيب من متونها بل كنّا نكتفي بالعناوين

و كنّا كلّما دهمنا عنوان شائك أو ملتبس حاولنا إرجاء الحوار فيه وعنه إلى أن تراكمت الأحمال واتّسعت مساحة القلق .

و قد نضيف ُ أسبابا ً أخرى انشغلنا بها و من بينها " العنتريّات والعنجهيّات الزائفة " والبطولات الكرتونية و التقسيمات الأفقية والعامودية وما فرّخت من حالات وتربّصات .

( 4 )

.. و أنّ كثيراً من " حصص الحبّ " في عالمنا العربيّ ، تُدار و تُدرّس ُ ، بلا محبـّين ٍ !

تماما ً ، مثلما تُدار حصص التقوى في غياب التقاة .

( 5 )

المسرح ُ يضيقُ الآن بالممثلين .. المسرح فاض َ باللاعبين ، منهم من يتمرّن للوقوف على حوافّ المشهد ومنهم من ينتظر فرصته في اللعب ومنهم من رفع الجمهور بطاقة حمراء في

وجهه !

... الجمهور قد يغيّر شروط اللعبة ، إمّا بمغادرة المسرح أو بطرد المخرج وكاتب السيناريو و كثير من الممثلين الزائدين عن الحاجة .

... الارتباك سائد في المشهد ، و الوجوه يابسة وعابسة و فيها تقطيب و وجوم وألوان غير اعتيادية ... العارفون في أصول اللعبة الفنيّة يقولون أن الخراب كلّه وقع بسبب من غياب " مسؤول المكياج ومصمّم الملابس والرقصات " ، فاختفاؤه أتاح فرصاً لتكريس الفوضى .

....

المسرح ازدُحِم ، والجمهور يغرّد على هواه ، والممثلون نسوا النصّ و يعالجون المشهد بالارتجال .

نيسان ـ نشر في 2015-10-02 الساعة 15:49

الكلمات الأكثر بحثاً